Thursday, December 4, 2008

بين خيوط الظلام

شيء يجذبني من الخلف .. و أشياء تدفعني إليه من الأمام ...
وبعد لحظات أجد أقدامي تمضي بي بكل لامبالاة إلى الهاوية ..
في الوقت الذي ترجع كتفاي برأسي إلى الخلف الأشد إظلاماً ..
خطوات ... هي مجرد خطوات معدودة... تفارقني عن السقوط ..
أرى أقدامي تركض بي بكل جنون ... و رأسي يخطو بي خلفاً بكل عقلانية .. تجعلني لا أحسن .. بل لا أقدر على فعل شي سوى الصمود حيث أقف .. ما بين عقلانيتي و جنوني .. ما بين شدهما بكل قوة و تحيزية و ظلم ليداي .. و ما بين الظلام .. و الأشد إظلاماً !!!
في محاولة عابثة .. يرغم عقلي قلبي على الخضوع ..ولكن بصدى صوت ضحكاته الساخرة تهتز أشجاراً لم أرها قبلا ً .. و معها يهتز عقلي .... بخوف متردد يهدده عقلي بالجنون المطلق الأبدي .. ظناً منه أن من يشدني من الجهة المقابلة ليست سوى رياح مزوبعة !
و ما بين الضياع و الوجود .. لا أجد نفسي !
و كل ما أراه الآن هي أرجلي التي لم أعد أعلم إن كانت تحاول التشبث بي .. أم أنها
تتوق إلى السقوط الكبير !
و بينما أرغم إحداهما على التشبث بطرف الهاوية ... أشهد بكل يأس على انزلاق الأخرى بكل سهولة من بين براعين سيطرتي !!
يتحرر جسدي من كل القيود .. و ينزلق بكل غرائزية معها !
وبيأس مطلق .. ( لكن غير يائس على الإطلاق ) .. أنظر إليه ,
فأذعن لما أرى ..
و لكن فجأة .. أتوقف .. و أنا في نصف طريقي للسقوط !! أقف .. و تتوقف معي جميع أعضائي !!
لا أدرك شيئاً .. و إحساس غريب بداخلي يعلمني أني لا أريد أن أدرك الآن .. كل ما في الأمر أنها ببساطة .. لم تكن النهاية ! (( .... لقد بدا واقعياً لدرجة أني لم أستطع مجرد أن أحتمل أن يكون سراباً ... و لكنه كان )) !

No comments:

Post a Comment