بسم الله الرحمن الرحيم
أعود .. بخوف قليلا.. للحديث عن تلك التجارب و المواقف , التي عايشناها كأطفال .. أو كأشخاص ناضجين ,, فإن تأثيرها يظل بنفس القوة !
أكثر ما يخيفني فيها .. (( و سيزال على ما أظن )) .. هو عدم تذكري لها .
بل حتى عدم قدرتي على أخذ لمحة خاطفة لها ,, هو ببساطة عدم تمكني من الإحساس بشيء عند تمكني من تذكرها .. في الوقت ذاته الذي أعرف أن ثلاثة أرباع هويتي اليوم .. و ربما نصفها غدا , هي متشكلة بتأثير كبير من تلك التجارب !
عندما نعلم .. ليس انا فقط .. وإنما عندما تعلم البشرية , بأن شيء له مثل هذا التحكم .. و السيطرة بكل " لامبالاة " , و بكل " قوة " علينا .. و الأهم من ذلك .. و الأمرّ .. على عقلياتنا .. و شخصياتنا ..
فإننا نعلم أنه أحد تلك الأشياء التي لا نريد معرفتها .. ولكننا نفعل .. و مرة أخرى (( رغماً عنّا )) .
أنا لا أقول أنه يقف عائقا أمام سعادتنا .. و أنه سبب حتمي لفشلنا في بداية أو نهاية الطريق .
نحن فقط نقرر .. بعدما يقرر قدرنا .. الذي كتبه الله لنا , أين سنذهب و إلى اين سنصل , لن نقرر بالتأكيد (( في معظم الحالات )) كيف سنصل .. و لكننا بالتأكيد سنصل , متى ما وافق تقريرنا تقرير قدرنا !
هو أمر مؤسف .. و محزن , نعم هو كذلك !
و هو أمر مخيف .. و سبب لبعض معاناتنا ,, أيضاً سأقول نعم !
ولكن أهو أمر حتمي .. ولا بد لنا منه ؟؟
أمام هذا السؤال .. لا أستطيع الإجابه .. و أتجمد في مكاني , بجانب لساني و عقلي .. خوفاً من أن أذيب الثلج عنهما .. فينطلقان كحصانين مجنونين بأقصى سرعتهما .. إلى أن يصطدما " حتمياً " بجبال الضياع !
ربما لن نستطيع ان نتحكم بتلك التجارب , أو بتأثيرها كأفراد مستقلين .
وربما لن نستطيع أن نمحيها أبداً .. (( لسبب بسيط و هو عدم تذكرنا لها في الأصل ! ))
و أيضاً ربما سننضج .. لنصبح ثماراً يانعة .. و في غاية النضج أيضاً .. على أشجارها !
و ربما .. لن نُقطَف أبداً .. و سنظل هناك معلقين للأبد !
لكن هذا لا يعني , أن الشمس لن تطل علينا كل يوم بحنية و سلام .. و تبرق على قشورنا أضواء لامعة .. في ذات الوقف الذي تسلمنا فيه أيدي الشمس الحانية للظل .. و تودعنا بابتسامة خفية " قليلاً " ..
تصطدم بقلوبنا أولاً .. ثم بشفاهنا .. فتضحك قلوبنا مرة أخرى .. على قدرة الشمس " الخارقة" .. على عدوتنا في كل مرة .. بابتسامتها !!!
No comments:
Post a Comment